شركة سامسونغ من تجارة الأسماك الطريقة إلى صناعة الهواتف الذكية

تاريخ عميق ومليء بالإنجازات التي لم تتوقف لحد الآن، وقصة عملاق عالمي بدأت من البساطة لتصل إلى قمة المجد العالمي، والتربع على عرش الصناعة الأكثر تطورا في ورواجا في العالم الآن، صناعة الهواتف الذكية.
سنبحر من خلال هذه المقالة في عالم سامسونغ، ونتتبع قصة نجاح ناذر، وإصرار وعزيمة قادت الشركة لما هي عليه الآن.
عندما أسس Byung-Chull Lee شركة سامسونغ في مدينة Daegu، لم يكن يفكر أبدا أن تصبح كوريا الجنوبية إحدى أكبر الدول المصدرة للمواد العالية التكنولوجيا في العالم، ففي فترة تأسيس الشركة سنة 1938 كانت كوريا تعتمد بالأساس على تصدير المواد الفلاحية والثروات السمكية لمنطقة منشوريا وبكين، وكانت مختلف الصناعات بسيطة جدا ولا قدرة لها على التصدير للخارج.

باشرت الشركة في البداية انطلاقة نوعية ما بين 1950 و1970 بأنشطة متنوعة ما بين التأمين على الحياة والالكترونيات والمواد البتروكيماوية إضافة إلى صناعة السفن والصناعات الثقيلة.
منذ 1970 عرضت شركة سامسونج أول تلفاز للبيع، وكان باللونين الأبيض والأسود، أما في سنة 1980 فقد بدأت الشركة في التعمق في الصناعات الالكترونية وبدأت بإنتاج الحواسيب الشخصية والمسجلات إضافة إلى أجهزة التلفاز والفيديو.

شركة سامسونج ستدخل مرحلة أخرى من حياتها العملية ابتداء من سنة 1990، وذلك بتخصصها في الصناعات التكنولوجية، حيث بدأت في إنتاج كميات هائلة من أجهزة غسيل الملابس والثلاجات والمايكرويف والمكيفات الهوائية وشبه الموصلات وأجهزة الراديو ومستلزمات الحواسيب، إضافة إلى الهواتف التي ستصبح فيما بعد صناعتها الأساسية التي ستغزو بها العالم.
بعد رحيل Byung-Chull Lee عن هذا العالم سنة 1987، وتولي Lee Kun-Hee رئاسة المجموعة، ستشهد سامسونج تغييرا كبيرا في طريقة عملها، وستتجه نحو العالمية بداية من 1990 لتتوسع في دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ألمانيا، التايلاند، المكسيك، اسبانيا والصين. لكن الأزمة الاقتصادية الكبرى التي شهدتها دول آسيا، أصابت الشركة بالكثير من الضرر، وهو ما دفعها للاكتفاء بصناعة واحدة فقط هي صناعة الالكترونيات وما يتصل بها من قطع.

في سنة 1993 ستطور سامسونج أول هاتف خاص بها، ولم تمر إلا ست سنوات حتى أخرجت للوجود أول هاتف ذكي يستطيع الارتباط بشبكة الانترنيت سنة 1999، ولم تكتف الشركة في هذه الفترة بالهواتف بل عملت على تطوير منتوجات أخرى مثل أجهزة التلفاز الرقمية.

مع بداية القرن الواحد والعشرين، أثبتت سامسونج أنها في الموعد، بإصدارها لسلسلة من أجهزة التلفاز العالية الجودة، وقارئ البلوري ومنتوجات أخرى، لكن سنة 2010 ستكون سنة الانطلاقة الكبرى لهذه الشركة العملاقة، حيث ستعلن عن أول هاتف ذكي من نوع S ضمن المؤتمر العالمي للهواتف، وعن جهاز لوحي من 7 إنشات، أطلق عليه Galaxy Tab، بعد اتفاقية للشركة مع نظام التشغيل أندرويد، وهو ما أدخلها في صراع كبير مع شركة ابل المنافسة.
الآن تعد شركة سامسونج إحدى أضخم الشركات العالمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا، واستطاعت أن تقاوم مختلف التقلبات الاقتصادية التي شهدها العالم، لكنها تواجه اليوم، أكبر خطر هددها طوال مسيرتها الناجحة، وهو الخطر الصيني الذي ما فتئ يواجهها بمنتجات ذات جودة عالية وأثمنة أرخص.